Soknopaiou Nesos Project

Archaeological mission of the University of Salento (Italy)

Dime es-Seba

Exploring its past to preserve its future

خلت مدينة سوكنوبايو نيسوس من سكانها فى حوالي منتصف القرن الثالث الميلادي ومن ثم فقد غطتها رمال الصحراء، و بدأت مبانيها فى الإنهيار حيث حافظ الرديم الخاص بالأسقف والطوابق العليا، بجانب الرمال، على الأدوات التى تركها السكان المحليون خلفهم. استمر الناس خلال العصر الروماني المتأخر و العصور الوسطى فى زيارة الموقع من وقت لآخر حيث عثرت بعثة آثار جامعة سالنتو حديثاً على فخار يعود إلى هذة الحقبة. ومع ذلك، وبفضل بُعد هذة الأطلال عن أراضى الفيوم الزراعية وعن وادى النيل فلم يتعرض الموقع للتدمير الشديد ومايزال محفوظاً بشكل جيد. ماتزال جدران المعبد البيضاء شاهقة إلى السماء بارتفاع 15 متراً حيث تمثل علامة أمان لمسافري الصحراء

تم بناء هذة المدينة فى القرن الثالث ق م، فى بداية العصر البطلمي، خلال مشروع ضخم لاستصلاح الأراضى نفّذه بطلميوس الثاني (282 – 246 ق م) ،حيث مكّن هذا المشروع من استصلاح الحد الأقصى من الأراضي الصالحة للزراعة بالفيوم والتى تُعد من أخصب أراضي مصر. تم حفر مئات الكيلومترات من القنوات فى الصحراء المحيطة بالواحة لنقل وتصريف المياه وعُثر على العديد من الأماكن السكنية للسكان الجدد والملاك الأجانب. فى الحقيقة فلقد تم توزيع هذة الأراضي الجديدة على الجنود الأجانب والضباط المُعينين من قبل البطالمة و هم حكام من أصل مقدوني ورثوا حكم مصر بعد وفاة الإسكنر الأكبر. استمرت الفيوم لتكون منطقة ذات كثافة عالية من المقيمين الأجانب وأصحاب الأراضي خلال العصر الروماني، حيث كان من بينهم محاربين قدامى و أقارب للأباطرة. سوكنوبايو نيسوس هو الإسم اليوناني للمدينة، والتى بنيت فى الصحراء كمعبد هام وكمركز تجاري، حيث كانت طرق القوافل التي تربط واحات الصحراء الغربية بالأسكندرية والبحر المتوسط تمر من خلالها

تقع ( شبه ) واحة الفيوم فى الصحراء على بعد 80 كم تقريباً جنوب غرب القاهرة و تعتبر هذة المنطقة ( بمساحة 1900 كم2), منخفضاً طبيعياً ضخماً فى الصحراء الغربية. يحصل هذا المنخفض على ماء النيل من خلال قناة طبيعية تسمى بحر يوسف . كانت هذة الواحة مشهورة فى العصور الوسطى بزراعة الورد المستخدم فى صناعة العطور، بينما اعتبرت صومعة الغلال لمصر و روما فى العصر الروماني. كان يتم نقل الحبوب إلى الأسكندرية من خلال قنوات ملاحية ومن ثَم إلى روما، أما فى أيامنا هذة فإن أكثر المحاصيل انتشاراً هى أشجار الزيتون والتمور والقطن وقصب السكر والعنب بالإضافة إلى العديد من الفواكه والخضراوات

قناة بالفيوم

تقع بركة قارون، وهى بحيرة ملحية، فى أعمق منطقة بالمنخفض لكنها كانت فى عصور ما قبل التاريخ تحتل المنطقة بأسرها. يقوم على تنظيم مستواها حالياً ( 45 م تحت سطح البحر)، عدد من الأهوسة فى منطقة اللاهون عند مدخل الواحة. مع بداية الدولة الوسطى وبشكل أوسع خلال العصر اليوناني الروماني أصبح توسع البحيرة تحت السيطرة وذلك بفضل الإدارة الهيدروليكية الفعالة

بركة قارون

قليلةٌ جداً هي المعابد التى بقيت من الأسرة 12 فى مصر، إثنان منهم فى الفيوم، الأول فى مدينة ماضى والثانى فى قصر الصاغة، ويقع فى الصحراء إلى الشمال من بحيرة قارون عند سفح هضبة تسمى جبل قطراني والمشهور بمحاجر البازلت المعروفة منذ الدولة القديمة، حيث تم إنشاء طريق مُعبّد فى هذا الوقت لنقل كتل البازلت من المحجر إلى البحيرة القديمة، و يبدو أن هذا الطريق هو الأقدم فى التاريخ. تم بناء المعبد فى قصر الصاغة فى أواخر الأسرة 12، لكن عدم وجود الزخارف والنقوش يوحى أنه لم يكتمل بناؤه

معبد قصر الصاغة

طريق المحاجر

لقد تحول الشاطئ الشمالي للبحيرة إلى أرض صحراء فى الوقت الحالي وهو ما يعد سبباً رئيسياً للحالة الجيدة التى عليها الكثير من المواقع والمقابر القديمة التي ترجع إلى العديد من عصور التاريخ المصري فى المنطقة. هذه المنطقة الآن تحت حماية وزارة البيئة وهي اليوم محمية طبيعية. أحد هذة المواقع، والذى كان مشهوراً فى القرن 17 كموقع أثري غني بالقطع الأثرية والبرديات، هو ديميه السباع

منظر للموقع من الشمال الشرقي

تم إنشاء هذة المدينة في القرن الثالث ق م (مع بداية العصر البطلمي) وبعد ذلك هُجرت فى منتصف القرن الثالث الميلادي (العصر الروماني)، وذلك لأسباب غير معلومة ربما تتعلق بنقص المياة. الإسم اليوناني القديم للمنطقة هو سوكنوبايو نيسوس "جزيرة الإله سوبك" وذلك بالرغم من أن المدينة لم تكن تقع على جزيرة فى البحيرة فى ذلك الوقت ولربما يشير الإسم إلى حقيقة أن المعبد بني على تل وسط الصحراء المستوية أو ربما لأنه تأسس على تل يمثل التل الأزلي الذي ارتفع وسط المحيط الأزلي (نون)، (إحدى نظريات الخلق في الديانة المصرية القديمة)

1819, لوحة بيلزوني

كان ج. ب. بلزوني، والمولود فى بادوفا إيطاليا، واحداً من الرحالة الأوائل الذين وصلوا ديميه حيث رسم هذة الصورة المائية خلال زيارته فى 1819. تبدو البيوت والمعابد هنا فى حالة أفضل منها اليوم (انظر الصورة). الجدير بالذكر هنا هو الطرق الجيدة، والتى تقسم المدينة إلى نصفين، وأيضا الجدران العالية للمعبد. قام العديد من الرحالة وصائدو الكنوز والبرديات بالحفر هنا بعد بلزوني

الحفائرالأثرية العلمية الوحيدة التى تمت بالمنطقة كانت من خلال جامعة ميتشجان فى شتاء 1931 – 1932 فقد اكتشفت كتلتين من المنازل حيث تم توزيع المباني على مستويات طبقية متراكبة. اكتشف الفريق أن الطبقة التى فيها المدينة على عمق 10 أمتار. المباني الظاهرة على السطح ليست سوى المرحلة الأخيرة التى تم بناؤها وتعود إلى القرنين الثانى والثالث الميلادي. أجبرت القيود المالية واللوجستية (لبعد موقع المكان عن العمران) البعثة على التوقف بعد 3 أشهر فقط من بداية العمل

جامعة ميتشجان, 1920 (تصريح الصورة من متحف كسلي)

ابتداءً من عام 2001 استأنفت جامعة سالنتو ( ليتشه) الأبحاث الأثرية العلمية بالمكان. مشروع سوكنوبايو نيسوس هو مشروع بحثي تابع لمركز دراسات البردي بالتعاون مع قسم المصريات حيث يركز على دراسة الآثار اليونانية الرومانية بالموقع. يتضمن المشروع: الحفائر الأثرية التى بدأت فى 2003، دراسة آلاف الوثائق باليونانية والديموطيقية والتى عثر عليها سابقاً وخلال هذة الحفائر و إعداد أرشيف للصور والوثائق والمنشورات المتعلقة به. يقوم على إدارة هذا المشروع ماريو كاباسو‘ أستاذ برديات‘ و باولا دافولي‘ أستاذ مصريات‘ وبرعاية كل من جامعة سالنتو و وزارة الخارجية الإيطالية والسيد الفارس لوكا ترومبي ومركز دراسات بورجياني (فيليتري) و أصدقاء مشروع سوكنوبايو نيسوس. لقد سمح الدعم الإقتصادي لرعاة مستقلين بترميم بعض العناصر المهمة وبعمل مسح منهجي للمنطقة المحيطة بالموقع. وسيتم فى المستقبل مسح المناطق والمقابر على نطاق أوسع

يأخذ هذا الموقع الشكل البيضاوي ويمتد بطول 660 م × عرض 350 م، وهو عبارة عن هضبة فى الصحراء يعود سبب ارتفاعها إلى أن المدينة بنيت فى الأصل على تل ساهم فى ارتفاعه الدائم الرمال المتراكمة بفعل الرياح مما أدى إلى ارتفاع مستوى الأرض. سطح المكان مُغطى بالكامل بطبقة من كسر الفخار المتبقي من الأوعية الفخارية المستعملة قديماً للإستخدام اليومي، كما تنتشر مناطق دائرية تحتوي على الرمال وهى عبارة عن الحُفر التى أحدثها صائدو الكنوز ورُدمت لاحقاً بشكل طبيعي برمال الصحراء

تنقسم المدينة إلى جزئين من خلال طريق مرصوف بالقرميد، "دروموس"، كان فى الأصل بطول 400 م وإرتفاع 3 م حيث يؤدي إلى المعبد الكبير للإله سوبك والمحمي بجدران شاهقة والذى بنى ربما على قمة التل. فى الحقيقة فإن الطريق يميل قليلاً من الجنوب الى الشمال, حيث يتكون من جدارين متوازيين من الحجارة و يحتوي على طبقة من الرمال وُضعت عليها ألواح من الحجر الجيري الرمادي. كان عبور الناس من جزء إلى الآخر يتم من خلال نفقين تحت الطريق بالإضافة إلى بعض السلالم التى تمكن من الصعود إليه

منظر لمنطقة المعبد من الشمال الشرقي

منذ عدة سنوات أصبح الوصول إلى الموقع سهلًا من القاهرة عبرالطرق الجديد الذي يربط طريق القاهرة - الفيوم السريع بطريق الواحات. مدخل منتزه بحيرة قارون الشمالي الطبيعي من الشرق. طريق معبدة يربط طريق الواحات السريع بالطرف الغربي للبحيرة والمنطقة ، مما يسمح بالاستمتاع بواحدة من أجمل المناطق الصحراوية وأكثرها إثارة للاهتمام في مصر والقيام بالطواف الكامل حول البحيرة. طريق صغير يقود السائحين إلى الطرف الشمالي من ديميه. في داخل مبنى حديث صغير للحراس المكلفين بحماية المنطقة الأثرية. يوصى بإيقاف السيارات بالقرب من الحراسة خارج المنطقة الأثرية لتجنب إتلاف الآثار وبالتالي تنطلق الزيارة من الشمال إلى الجنوب ، متبعة مسار الطريق الذي يعبر المعبد ثم يصل إلى الطريق الأثري المرصوف (دروموس)

شكّل توضيحي للموقع

الموقع 1: المعبد (رسم خريطة)

يحمي معبد سوكنوبايوس مجموعة من الجدران العالية المبنية من الطوب اللبن حيث بنيت بتقنية فعالة مكنتها من البقاء بحالة جيدة حتى الآن. إن الجدران قد قُسمت إلى قطاعات عدة بحيث لا يتسبب سقوط أحدها إلا في حال إنهيار الجدران بالكامل. مساحة المعبد هى 124 x 88 م و يبلغ ارتفاع الجدران 15 م. تعتبر منطقة معبد ديميه من أفضل ما تبقى من آثار الفيوم، حيث ما تزال تحوي جدرانه بداخلها المعابد ومنازل الكهنة والكثير من المباني جيدة الحفظ ( رقم 2 , 3). يقع المعبد الرئيسى والمكرس للإله التمساح سوكنابايوس والإلهة إيزيس نفرسيس والإله سوكنوبيايس فى وسط الموقع. يتألف حرم المعبد من مبنيين تم بناؤهما من مواد مختلفة وفي عصور متلاحقة ، حيث أن أقدمها هو الأصغر (رقم 5 ) وربما تم بناؤه مع بداية العصر البطلمي (القرن 3 ق م ). وبعد هذا تم توسع المعبد بإضافة المبنى الثانى المُشيد بكتل الحجر الجيري الصفراء ( رقم 6 ). يوجد بين المبنيين فناء مرصوف بالإضافة إلى هيكلين إضافيين من الطوب اللبن. للقيام بزيارة صحيحة ( تماماً كما كان يفعل الكهنة قديماً ) يجب أن يكون مسار الزيارة من الجنوب و نحوالشمال ليمُر من خلال البوابات عبر المحور الطولي الرئيس للمعبد

الموقع 2: مبنى ديني (رسم خريطة)

يتكون المبنى من ثلاث غرف وسلم مرئي جزئيًا، مصنوع من الطوب الخام. إنّ جدران أكبر الغرف لا تزال محافظة على شكلها بارتفاع 8 أمتار. تتميز الغرفة بوجود 15 كوة على طول الجوانب، مطلية بالجص الأبيض. على الجانب الشرقي، لا تزال 5 نوافذ على شكل "فم ذئب" محفوظة جزئيًا و متطابقة مع الكوات. تم تزيين الكوات بعناصر معمارية من الحجر الجيري تشكّل حجرات صغيرة. كما وُجدت بعض الكتل الحجرية التي استخدمت كمقاعد وعلى طول المحور المركزي للقاعة عُثرعلى براميل أعمدة أُعيد استخدامها زرعاً في الأرضية. كانت الغرفة مؤثثة بأسرّة وكراسي خشبية مع وسائد ومراتب ومذابح مختلفة الأشكال ومزينة بأكاليل من الزهور والأجراس وأقماع الصنوبر واللآلئ. في الغرفة ، تم العثور على أجزاء من الألواح الخشبية المطلية بالجص والتي تنتمي إلى لوحات أكبر تصور الآلهة بأسلوب كلاسيكي

الغرفة الأخرى في المبنى أصغر حجمًا، وعلى عكس الغرفة السابقة، تمتد على طول المحور الشرقي الغربي. من المدخل تبقى فقط عتبة الباب؛ مقاعد حجرية بعرض 40 سم ترتكز على الجدران المحيطة. داخل الغرفة ، تم العثور على أجزاء من أوراق البردي اليونانية وزخرفة من الجص المذهبة تصور الإله "سوبك" وشخصية أنثى تقدّم تضحية. من المهم في هذا المكان اكتشاف تمثال صغير من البازلت يصور "أفروديت"

يشير وجود المقاعد في هذه الغرفة والوسائد والأسرة في الغرفة الرئيسية ، جنبًا إلى جنب مع المواد المرتبطة بالعبادة ، إلى أن المبنى كان يستخدم من قبل كهنة المعبد لعقد اجتماعات طقسية

الموقع 3: المعبد المقابل (رسم خريطة)

شيد المبنى خلال القرن الأول الميلادي من كتل من الحجر الجيري الأصفر، يقع خلف معبد سوكنوبايوس وعلى نفس المحور الطولي. ويشبه شكله شكل كشك مع إضافة سقف وأعمدة داخل الفراغ. على الرغم من أنه اليوم محافظ عليه بارتفاع مترين، إلا أنه يمكن التعرف على عمليات الترميم والتغييرات التي أُدخلت على المشروع الأصلي الذي تضمن المبنى في القرن الثاني الميلادي، وهي مرحلة من مراحل التجديد الرئيسية في جميع أنحاء الحرم. كان للمبنى قاعة مدخل كبيرة ذات عمودين. أما النصف الجنوبي كان مقسم إلى 3 غرف. في المنطقة الوسطى كان هناك مصلى من الحجر الجيري والبازلت، تمكنّا فيها إنشاء إعادة بناء ثلاثية الأبعاد. كان يُسمح للمؤمنين بالوصول إلى المعبد المقابل كي يتمكنوا من توجيه صلواتهم مباشرة إلى الرب

نموذج افتراضي للمعبد الرئيسي

نموذج افتراضي للمعبد الرئيسي

في داخل المعبد المقابل تم العثور على نموذج معماري ثلاثي الأبعاد للمبنى. إن هذا النموذج من الحجر الجيري يعيد شكل المعبد الحقيقي بأمانة و بمقياس 12:1 ويتكون من أجزاء عديدة ، من القاعدة إلى السقف. هناك جدران محيطية بين الأعمدة، أما الأعمدة فهي متصلة بالقواعد ذات ألسنة خشبية، مع تيجان مركبة مكونة من ثلاثة طبقات من الزهور المتراكبة. من المحتمل أن يكون النموذج قد تم استخدامه لتصميم المبنى وكمرجع للبناة ثم تم الاحتفاظ بالنموذج داخل المبنى، ربما كهدية نذرية

رسم توضيحي للمعبد المقابل مع النموذج المصغر الخاص به

الموقع 4: بيوت الكهنة (رسم خريطة)

كان هناك على طول الجدار الخارجي للمعبد العديد من منازل الكهنة وغيرهم من الناس الذين عملوا فى المعبد وماتزال بقاياها ظاهرة في الجانب الغربي

الموقع 5: معبد سوكنوبايوس (رسم خريطة)

المدخل الرئيسي لأقدم معبد مخصص للإله سوكنوبايوس يواجه الجنوب. بُنيت بوابة المدخل الرئيسي للمعبد من الحجر الجيري لكنها محفوظة جزئياً فى الوقت الحاضر. يوجد بعد الباب الأول سلسلة من الغرف المملوءة جزئياً بالرديم الناتج عن انهيار الجدران والأسقف. فى الأصل كان المعبد مُغطى بطبقة سميكة من الجص الملون مازال باقياً منها أجزاء صغيرة فى بعض الغرف. كان هناك سلم يؤدي ربما إلى سطح المبنى. تُعد الغرفة الرئيسية الأخيرة هى قدس الأقداس حيث يوجد تمثال الإله. يعود تاريخ المعبد إلى العصر البطلمي وتحول في العصر الروماني إلى بوابة ضخمة أمام المعبد الجديد الذى تم بناؤه إلى الشمال ( رقم 6 )

الموقع 6: المعبد (رسم خريطة)

تم بناء المعبد الجديد من الحجر الجيري الأصفر بين القرنين الأول ق م والأول الميلادي لتكبير حجم المعبد القديم. ماتزال أسماء الملوك الذين بنوا المعبد غير معلومة لكن هناك منظراً بالحفر الغائر يمثل ملكاً وملكة عُثر عليه في عام 2007 وتم نقله إلى مخزن وزارة الآثار. لم تكتمل نقوش هذا المعبد، (25 × 19.4) والذي تم هدمه جزئياً فى العصر المتأخر والعصور الوسطى لإعادة استخدام الحجارة في مباني جديدة، ومع ذلك فإن ما تبقى يكفي لتكوين صورة جيدة عن المعبد، فلقد كان له مدخلان: الرئيسي منهما إلى الجنوب والآخر من الغرب . وجود اثنين من السلالم يوحي بوجود طابقين على الأقل. فى عام 2007 تم العثورعلى بعض المقاصير والأقبية تحت الأرض لكنها كانت قد نُهبت من قِبل اللصوص . تُسمى الغرفة المركزية الأولى في اللغة المصرية القديمة "وسخت ", وهى عبارة عن منحدر قصير يؤدي إلى غرفة القرابين، حيث كان الملك والكهنة يقدمون القربان على مذابح أمام الآلهة. مروراً بالغرفة المركزية الثالثة يوجد الدهليز أمام الناووس وهو أكثر الأماكن قداسة حيث يوجد تمثال الإله. تم اكتشاف هذا المعبد ودراسته لأول مرة من خلال أعمال بعثة جامعة سالنتو

حفر غائر يمثل بعض الآلهة

الجانب الغربى للمعبد

لقد أدت الإكتشافات الأثرية التى تمت خلال الأعوام السابقة إلى إلقاء الضوء على المعبد بكامله. تم اكتشاف العديد من الترميمات القديمة لمعالجة التآكل الحادث خصوصاً فى قاعدة الجدران الخارجية. عُثر بالفعل على نوعين مختلفين من الترميم على جانبي الجدار الشرقي والغربي. بالإضافة إلى ذلك فإنه وفى القرن الثانى الميلادي تم بناء رصيف من الحجر الجيري خارج المعبد في الناحية الغربية، حيث أن الأرضية مازالت جيدة الحفظ على عكس الرصيف فى الناحية الشرقية، حيث تمت إزالته بالكامل خلال مراحل تدمير المعبد

الجانب الشرقى للمعبد

تستند إعادة البناء الإفتراضية لمعبد سوكنوبايوس على أسس علمية وأدلة من الأجزاء المحفوظة من المبنى. هناك تشابه كبير بين معبد قصر قارون الكامل ومعبد ديميه من حيث التخطيط والحجم. يعود هذا النموذج الإفتراضي الموضح بالأسفل إلى ماسيمو ليمونشيللي

الموقع 7: الطريق المرصوف بالقرميد (دروموس) (رسم خريطة)

كلمة دروموس هى اسم يوناني يُطلق على طريق المواكب الخاص بالمعبد، و يُعد من السمات الرئيسية للمعابد المصرية والتى من خلالها يتم الوصول إلى الأماكن السكنية. فى أثناء الأعياد كانت تمر المواكب على هذا الطريق المهم. كان يُنقل تمثال الإله ( أو المومياء فى حالة التمساح المقدس ) على محفة يحملها الكهنة. وفى هذة الأعياد كان يتجمع الناس على جانبي الطريق ليتمكنوا من "رؤية " الإله. بنى هذا الطريق مرتفعاً 3 م عن الطرق المستخدمة يومياً كي تتاح الفرصة لرؤية الموكب من بعيد. كان يتم الإحتفال بالعديد من الأعياد على مدار العام فى سوكنوبايو نيسوس و من أهمها أعياد ميلاد سوكنوبايوس و إيزيس نفرسيس والذى كان يستمر كل منهما لمدة 19 يوماً, وأيضا عيد الورود و يستمر لمدة 13 يوماً. على جانبي هذا الطريق كان هناك تماثيل لأبي الهول وأخرى تمثل أسوداً، بالإضافة إلى لوحات وتماثيل شخصية وأحياناً اشجار. إذا مشيت على هذا الطريق باتجاه الجنوب فستجد إلى يمينك مبنى مُهدم من الطوب اللبن لونه رمادي داكن

الموقع 8: معبد من الطوب اللبن (رسم خريطة)

تم تحديد هذا المبنى كمعبد من خلال عمل البعثة للمسح السطحى للمباني هناك. للأسف فإن هذا المبنى فى حالة سيئة ولكن تخطيطه يوحي بشكل جيد أنه معبد صغير. تشهد البرديات على وجود الكثير من الآلهة والإلهات التى عُبدت فى سوكنوبايو نيسوس مثل إيزيس إسينشيبيس، إيزيس نفرإميس، إيزيس سونونا، حاربوكراتيس، هاربسينيزيس، باكيسيس، بريماريس، سوخوس و تحوت – هرميس. لا يوجد فى الوقت الحاضر أي دليل على من هو الإله الذي تم تكريس المعبد له. بالطبع فإن أي معلومات جديدة يُمكن الحصول عليها ستكون فقط من خلال الحفائر المستقبلية

الموقع 9: المنازل (رسم خريطة)

نحو الشرق والغرب من الطريق المرصوف بالقرميد (دروموس) يوجد العديد من المنازل. المباني التى يمكن رؤيتها على السطح تعود إلى العصر الروماني ولقد تم بناؤها على شكل كُتل بطول الشوارع وبأسلوب متوازي أو متعامد مع الطريق المرصوف بالقرميد (دروموس). إلى الشرق من هذا الطريق اكتشفت بعثة جامعة ميتشجان عام 1932 مبنى جيد و ضخم من الطوب اللبن الرمادي. يتميز هذا المنزل بدرجة جيدة من الحفظ لكن خلال الأعوام الأخيرة اختفت كل الرسومات المصنوعة من الخشب و التى كانت تزين جدران غرفة الإستقبال. كان هذا المعبد يتكون من أكثر من طابق. فى الوقت الحاضر تستطيع زيارة الطابق الأول والأقبية تحت الأرض و المسقوفة بقباب أسطوانية وقبة

الموقع 10: منصة على الطريق المرصوف بالقرميد (دروموس) (رسم خريطة)

فى منتصف هذا الطريق تقريباً يوجد ما يشبه المنصة، حيث أنها أكبر وأعلى قليلاً من باقى الطريق. ما يميز هذة المنصة هو وجود درجة سلم و خمسة من بقايا الأعمدة. كانت المباني التى تشبه الأكشاك (كيوسك) والتى تحوي بداخلها الأعمدة من العناصر الأساسية على طرق المواكب حيث تُستخدم كأماكن استراحة لموكب الآلهة. توحي هذة البقايا الضئيلة بوجود هذا المبنى لكن جدرانه وأعمدته تم تفكيكها

الموقع 11: سلم يؤدي إلى (الدرومس) (رسم خريطة)

يؤدي هذا السلم التذكاري إلى طريق ال "دروموس" من الناحية الجنوبية. عدد درجات السلم الباقية فى الوقت الحاضر قليلة جداً، حيث أننا ما زلنا لا نعلم حتى الآن كيف كان يمتد: أنحو البحيرة أو نحو المقابر. انتقل الناس الذين كانوا يعيشون فى سوكنوبايو نيسوس فى كثير من الأحيان إلى الجانب الآخر من البحيرة لزراعة الأراضى وشراء الطعام وأشياء أخرى. كانت البحيرة هى وسيلة المواصلات الوحيدة لهذة الرحلات وبالتالي فإنه من المحتمل أن يكون هناك طريق أو مدق يصل المدينة بالبحيرة


فى خلال ثمانية عشر موسم من الحفائر اكتشفت بعثة جامعة سالنتو العديد من التماثيل والعناصر المعمارية والقطع الأثرية والوثائق والآثار ذات القيمة العلمية العالية وذلك على الرغم من الدمار الحادث بالمعبد والحفر غير القانونى المتكرر به

رأس ملك بطلمي

لوحة لللإله سوكنوبايوس مرة برأس صقرومرة برأس تمساح يحيط بوجه بشري ينظر للأمام وأسفله نقش تكريسي باليونانية(العصر الإمبراطوري الروماني)


المزاريب المزينة بتماثيل الأسود


مصلى مزخرف في أحد كوات مبنى الكنيسة (رقم 2)

مذبح دائري مزخرف بأربعة رؤوس أسد من نفس المبنى الديني

حديقة و بحيرة قارون الوطنية

منذ عام 2019 أصبحت ديميه والصحراء الشمالية لبحيرة قارون تقع داخل محمية طبيعية. تمثل الآثار والأماكن الطبيعية في المنطقة تراثًا ثقافيًا ثمينًا يجب الحفاظ عليه ، لذلك يوصى أثناء زيارة الموقع بإيلاء اهتمام خاص بعدم إتلاف الآثار وعدم ترك القمامة. يرجى ملاحظة أن التسلق والمشي عبر الأنقاض بالسيارة وكذلك الحفر أو جمع الأشياء يعد أمرًا غير قانوني تمامًا ويعاقب عليه القانون المصري. إننا ندعو الزائرين إلى التكرم بالحفاظ على نظافة المنطقة حيث أنها تراث أثري يجب احترامه والحفاظ عليه للأجيال القادمة

الدكتورة باولا دافولي

باولا دافولي هي أستاذ مشارك فى علم المصريات بجامعة سالنتو وهي مدير معاون فى مشروع سوكنوبايو نيسوس والمدير الميداني للبعثة الأثرية التابعة لجامعة نيويورك فى منطقة أمهدا (واحة الداخلة) تحت إدارة روجر باجنال. هى أيضاً مشاركة فى المجلس العلمي لمجلات: "دراسة المصريات والبرديات"," سكريبتا" و"نشرة الجمعية الأمريكية لعلماء البرديات". وهي مؤلفة لخمسة كتب والعديد من المقالات العلمية

† الدكتور ماريو كاباسو

ماريو كاباسو هو أستاذ في علم البرديات بجامعة سالنتو وهو مدير مركز الدراسات البردية، رئيس الجمعية الإيطالية للآثار الكلاسيكية ومدير مشارك فى مشروع سوكنوبايو نيسوس . لقد أدار أيضاً 17 موسم لترميم ورق البردي بالمتحف المصري و3 مواسم لترميم برديات جامعة عين شمس (القاهرة). وهو رئيس تحرير بعض المجلات العلمية مثل: "برديات لوبينسيا"، "دراسة المصريات والبرديات" و سكريبتا". هو مؤلف ثلاثة حوليات عن علم دراسة البردي والعديد من الكتب والمقالات العلمية

شكر وتقدير

تود البعثة الأثرية بجامعة سالنتو( ليتشه) أن تُعبرعن جزيل شكرها للمؤسسات والأشخاص الذين ساهموا في مشروع سوكنوبايو نيسوس. ونخص بالذكر عميد جامعة سالنتو، وزارة الخارجية الإيطالية، المركز الثقافي الإيطالي بالقاهرة، مؤسسة أندرو ميلون و البروفيسور روجر باجنال. ونحن نشعر بالإمتنان الشديد لوزارة الآثار وللمدراء العامين والمحليين والذين نجحوا فى هذة المسؤوليات الهامة، كما لانستطيع أن ننسى المفتشين الأثريين الذين يتعاونون مع البعثة كل عام

كما نتوجه بأسمى معاني الشكر للفارس النبيل لوكا ترومبي ولأصدقاء مشروع سوكنوبايو نيسوس ومركز بورجياني فيرتيللي الدولي للدراسات برئاسة الدكتور ريجيل لانجيلا حيث أنه بدون دعمهم ما كانت لتحقق الكثير من الأنشطة

وأخيراً نتوجه بخالص الشكر لمتحف كلسي آن أربور ( ميتشجان) على تكرمهم بالسماح لنا بنشر بعض الصور من الأرشيف الخاص بهم. منذ عام 2021 استفاد مشروع سوكنوبايو نيسوس من تمويل كبير من صندوق وقف الآثار التابع لمركز الأبحاث الأمريكي في القاهرة والذي سمح بترميم بعض المباني وترتيب المنطقة الأثرية لاستخدامها بشكل أفضل من قبل الزوار. أصبح هذا الدليل ممكنًا بفضل هذا التمويل

عمال البعثة الأثرية مع المديرين


التسلسل الزمني لتاريخ مصر القديمةسنينالسلالات
عصر ما قبل الأسرات5800-3100 ق م
الأسرات المبكرة3100 -2686 ق م2-1
الدولة القديمة2686 – 2181 ق م6-3
العصر الوسيط الأول2181 – 2055 ق م10-7
الدولة الوسطى 2055 – 1725 ق م13-11
العصر الوسيط الثاني1750 – 1550 ق م17-14
الدولة الحديثة1550 – 1069 ق م20-18
العصر الوسيط الثالث1069 – 747 ق م24-21
العصر المتأخر 747 – 343 ق م30-25
العصر الفارسي الثاني343 – 332 ق م
العصر البطلمي31 - 332 ق م
العصر الروماني305 - 30 ق م
العصر البيزنطي639 - 306
الفتح العربي641/639

Texts: Paola Davoli

Photos: Bruno Bazzani

3D modelling: Massimo Limoncelli

With a contribution from AEF-ARCE

http://www.snproject.org